الشاعرة د.مديحة براوي

الحوارات واللقاءات

Suliman Al-Saqqar

10/25/20222 min read

الإخلاص والتفاني في حب العمل هو سرالنجاح في أي مجال و سر نجاح شاعرتنا وأديبتنا السورية هو عشقها و إخلاصها للشعر والجمال والحرية معاً .

مديحة براوي الأديبة السورية الإستثنائية التي أمسكت بتلابيب الصنعة الشعرية بصدق ومهارة واحتراف ، هي الأرحب أفقاً و الأكثر حنكة في التعامل مع الشعر العربي القديم و الحديث و خلق توازن خاص بينهما يميزها ، هي الأكثر دراية بمدى أهمية الشعر في حياة الإنسان العربي وثقافته .

مديحة براوي أنموذج خاص للخلق والإبداع والتحدي للمرأة السورية

الأديبة والكاتبة مديحة براوي دمشقية عريقة عملت لمدة طويلة في مجال الإنتاج السينمائي في المؤسسة العامة للسينما و في عام ١٩٩٠ انتقلت للعمل في شركة سندكيت في الإمارات العربية المتحدة

التحقت آنذاك للجامعة الأسترالية في دبي عام ١٩٩٢

عملت محررة في جريدة الخليج قسم منبر القراء

انتقلت في ٢٠١٤ للإقامة في ألمانية حتى الآن

هي عضو اتحاد كتاب العرب في سورية ومديرة مكتب الاتحاد الدولي لكتاب العرب /ألمانيا ٢٠٢٠ حيث مثلت الإتحاد في دول أوربا

هي رئيسة ومؤسس الرابطة العالمية للكتاب والصحفيين العرب /ألمانيا

حازت على دكتوراه فخرية لحقوق الإنسان /هارفارد

عضو في الهيئة الاستشارية للأمم المتحدة جنيف لها دواويين شعر مطبوعة منها

ديوان انت لي

و رسائل النخل والياسمين

و صمت الظل بالإضافة للعديد من المقالات المتنوعة في العديد من الصحف والمجلات والمواقع كان لها معها الحوار التالي حول تجاربها الأدبية والشعرية .

١_في ظل مايحيط حياتنا اليومية بالأخبار السلبية و رغم كل ما نراه حولنا في هذا العالم الذي يعم بالمتغيرات وعدم الاستقرار و الخوف والدمار الذي طال أغلب الدول العربية أين تجدي "القصيدة" في ظل الخراب والموت و في ظل حال الفوضى التي تسيطر على عنوان المرحلة ؟

أرى أن الثقافة عموما

والأدب الشعري خصوصا

ككل الفنون

هو فعل إنساني وضرورة من ضرورات الوجود الفعال تحت أي ظرف طارئ

وفي كل الأوقات حتى في زمن الحرب والفوضى والدمار

ولكن وللأسف لايمكن الرهان على الدور العام لهذا الفن الأدبي في مجتمع بات يفتقر جميع أبنائه إلى أبسط مقومات وضرورات العيش الكريم

في ظل دورات العنف المتتالية التي جعلت هذاالرهان خاسر بالضرورة

وفي هذه الحلكة الدامسة لن نعول إلا على الريادات الأدبية التي تتبنى ثقافة التطهير والبناء من خلال فنون الأدب المختلفة وفي مقدمتها القصيدة

وهي ضرورة تتدفقإكسيراً في نسغ الحياة هذا الفعل الإبداعي الذي لا يمكن الاستغناء عنهمهما كانت المحن والمصاعب جمة فدوره لايستهان به دائما كسلاح فعال في التجييش والتحفيز وشحن العواطف وإحياء الضمائر وخمائر التغيير

٢_كيف للقصيدة أن تصنع تحولات و ترتق مآسي معاشة وهل تستطيع ..؟

نعم يمكن للقصيدة أن تصنع تحولات ملموسة

على يد الرواد الذين تجاوزوا ذواتهم وفراداتهم ونسوا أنفسهم ليحملوا الهم المجتمعي العام والقضايا الإنسانية التي تدافع عن حقوق الإنسان في كل مكان .

٣_برأي الدكتورة مديحة براوي لما البعض يتهمون الثقافة العربية والشعر العربي بالذكورية و لماذا الكثير من الشعراء لا يشيرون لوجود المرأة ضمن القصيدة كإنسانة وإنما كأنثى تثير إعجابهم وتثير عواطفهم واحاسيسهم ماحكمك في صحة هذا الموضوع ورأيك كشاعرة تتحدث باسم المرأة ؟

هل فعلا الشعر يكرس هذا التنميط ضد المرأة في الثقافة العربية ؟

الحقيقة ولحسن الحظ أن الكثير من أدبائنا وشعرائنا تجاوزوا هذه النزعة الذكورية التي غرق بها تراثنا الأدبي التقليدي وكرّس جانبا ضخما منه للتغزل بجمال المرأة التي لم يستطع يوماً أن يراها إنسانا مستقلا ونداً له لكن وللإنصاف هناك فئة من الأدباء تميزوا بالوعي والثقافة ومثلوا ريادة نعتد بها في هذا المجال

وتبقى المسؤولية الأكبر على المرأة أولاً لإثبات ذاتها واستقلاليتها والدفاع

عن حقوقها

في الأدب والحياة .

٤_ إن الوعي للمرأة كشريك يتنامى و ككيان مستقل لايزال يتنامى أيضاً و بشكل جميل وملحوظ جداً لاسيما اليوم ..

برأيك إلى أي حد يستطيع الشعر أن يسهم في زيادة الوعي عند المرأة و استخدام القصيدة كوسيلة ناعمة لينمو في أذهان البنات أكثر ؟

أرى العلاقة جدلية بين وعي وثقافةالمرأة وبين موهبتها الأدبية

فثقافتها تثقل موهبتها ويبقى شِعرها نور يشع بوعيها وينشره وحكم الصيرورة

ينعكس إيجابا على طرفي المعادلة .

٥_ هل لك من اهتمامات أخرى أو هوايات تحلمي أن تصلي فيها حد الاحتراف؟

هناك هوايات أنثوية أمارسها بإتقان

كأشغال الصنارة والإبرة

والخياطة وغيرها

لكنها تبقى هوايات أملأ بها أوقات الفراغ لمتعة الإنجاز وتحقيق الفائدة ولا أفكر باحترافها ..

٦_ كثير من الشعراء يعتبرون أن الحزن هو زيت لفانوس الإبداع ومنهم يعتمدون الحزن الفلسفي .. نحن نقرأك من خلال قصائدك الغزيرة بالحب والفرح

ماذا تحدثينا حول اعتمادك المحبة والتفاؤل في نسج قصائدك و ابتعادك عماهو سائد بين الشعراء و متعارف عليه

وبذلك كنت مغايرة لاسلوبهم و مشاكسة في صنع القصيدة المراهقة والقصيدة العاشقة والقصيدة التي تمطر بالحب والفرح ؟

الإنسان بلا أمل كنبات دون ماء ، وكوردة دون رائحة إذا نظرت بعين التفاؤل إلى الوجود ترى الجمال متسربلاً كل ذراته

أما الحزن والسوداوية والتشاؤم فلا يفضي إلا إلى الضعف والتردد والسخط

أما التفاؤل فلا يقودنا إلا إلى الثقة والرسوخ والقوة.وما العقل إلا حديقة

وأنت صاحبها فإما ان تزرعها ببزور الأمل والتفاؤل

أو تملأها بأشواك اليأس والتشاؤم ..

ومن أجمل أدبياتنا التراثية تفاءلوا بالخير تجدوه ..

٧_وسائل التواصل الإجتماعي ، وسهولة النشر الالكتروني ، والانفتاح على آفاق متعددة ، كل ذلك يساعد الشاعر على الإنتشار و الشهرة والوصول الأسرع للبيوت و المنابر الشعرية وبالتالي ليصل شعره لأكبر عدد من المتلقيين هل تعتقدي أن دور النشر التقليدية في خطر للنسيان أم أن القوة الكبرى لديمومة الشاعر و انجازاته هو في الكتب الورقية ؟

لازال لدور النشر العامة دورها وأثرها الكبير في شهرة الأديب وحفظ نتاجه

ولكن للإنصاف وكي لانقف في وجه التيار

علينا ألا نتجاهل دور منصات التواصل الالكتروني في سرعة ومدى الانتشار

العام لكل رواد هذا العالم الالكتروني المعاصر .

Related Stories